الأربعاء، 6 يونيو 2012

افتقدك

سأفتقدك جداً..
...
حين تتساقط الأمطار
وتملأ رائحة التراب المكان
و أرتجف برداً
و أرتجف شوقاً
و أرتجف رعباً
ويشتد حولي الشتاء....

سأفتقدك جداً..
حين يشتد خريف العمر
وتذبل أوراق أيامي
و تتساقط أسناني
و أسير على ثلاث
و تغزو ضفائري الثلوج البيضاء....

سأفتقدك جداً..
حين يأتي الليل بلا صوت
وبلا طيفك
و بلا دفئك
و أبحث عنك في رداء القمر
و أغفو كالقطة الجريحة فوق صدر المساء....

سأفتقدك جداً..
حين يمد لي أحدهم ذراعيه
و ينتشلني من بحر أحزاني
ويمنحني أجنحة جديدة
ودماء جديدة
وحياة جديدة
ويسأل قلبي عنك بخجل
و تحن إليك في عروقي الدماء....

سأفتقدك جداً..
حين أتناول طعامي
و لا تكون في المقعد المقابل
و لا المقعد المجاور
و لا المقعد القريب
و لا البعيد
و أجلس وحيدة
تحاصرني عيون الأشقياء....

سأفتقدك جداً..
حين أردد أمامهم كاذبة
أني نسيتك
و أن أمرك ما عاد يعنيني
و أن فراقك ما عاد يشقيني
و أني لا أعود في المساء
كالطفلة الموؤودة إلى سريري
و أبكيك في الخفاء....

سأفتقدك جداً..
حين أسير فوق شاطيء البحر
و أرسم وجهك فوق طائرات الورق
و أعبث برمال الشواطيء
و أبحر وحيدة إلى مدن العشق
و أطارد طيفك كالمجنونة فوق الماء....

سأفتقدك جداً..
حين أعترف بيني وبين نفسي
بأن الرسائل التي أحرقتها أحرقتني
و بأن الهدايا التي كسرتها كسرتني
و بأن البقايا التي قتلتها قتلتني
و بأن مشانق النسيان التي أعددتها لكَ
وحدي أنتهي تحتها في المساء....

سأفتقدك جداً..
حين تحدثني عنك أخرى
و تسرد حكاية شوقك لعينيها
و أشم عطرك في يديها
و تتفجر كل المتناقضات بداخلي
فأشتاقك أكثر
و أرفضك أكثر
و أحبك بلا حدود
و أكرهك بلا انتهاء....

سأفتقدك جداً..
حين يسألني عنك قلبي و أصمت
و يسألني عنك عقلي و أصمت
و يسألني عنك ليلي و أصمت
و يسألني عنك جداري و أصمت
و يسألني عنك هاتفي و أصمت
و أتحول إلى قالب من الثلج
يقتات بكبرياء....

سأفتقدك جداً..
حين أكتشف أنك الرجل الوحيد
الذي أثار جنوني
و أثار رعبي
و أثار غيرتي
و منحني قدرة على الحب
و شيّد لي مدينة من الثلج
فوق خط الاستواء....

سأفتقدك جداً..
حين أتذكر أني كنت امرأة أنانية
اخترت الرحيل رغماً عنى
و فتحت أبوابنا لرياح الفراق رغماً عنى
و فرضت على قلبك نهاية مؤلمة
و غادرت بهدوء..كأحلام المساء....

سأفتقدك جداً..
حين أقف أمام المرآة
و أسألها من الأجمل في عالمك
فتخبرني أنك عشت بعدي ألف حكاية حب
و كتبت بعدي ألف قصيدة حب
و عشقت بعدي ألف حسناء
و أنك مازلت تبحث عني بين النساء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق