قصة مولمة

و حين اطل على قصتنا من على بعد نافذة من الحنين و الحنين و الكثير من الحنين ، بعد مضي مئة يوم منذ هطل صوتك على مسمعي في آخر لقاء ، لم تكن خطيئة أن احببتك يوماً ، لقد كنت واعية حين أحببتك بكلي و لم اترك ذرة لي في حال خذلتني أقداري معك ، لكنها لم تفعل .. لم يخذلني القدر ، وحدك فعلت .
لأنك بسذاجة عاشق طعن من الحب مرة لم تملك الشجاعة لأن تواجه مخاوف ماضيك التي تقيدك من أن تبدأ مرة أخرى ، و المضحك أنك بدأت دون أن تشعر . أن تكون واعياً لطبيعة الرمال المتحركة التي وقعنا فيها كافياً لأن تدرك بأنك أحببتني ، لكنك كنت أضعف من أن تواجه ذاتك بهذه الحقيقة , ووحدي أنا فعلت .
لا ألومك على حماقتنا معاً ,, جنوننا .. جلساتنا .. أغانينا .. لكل التفاصيل الصغيرة العابرة التي تهب كنسمة .. كلما شهقت ذاكرتي .. لأختنق .!
لا ألومك على رجفة قلبي بحضرتك ، و لا ابتسامة رسمتها على شفتي طيلة عام .
أتذكر كيف اعتدت ان أغيظك كل ما أمطرت الدنيا .. أو تغيظني كلما قضيت الليلة على شرفتك .
كيف كنا نسترق النظرات حين يكون الكل حولنا و لكن و كان لا أحد سوانا .. أو نفتعل الأحداث لتجمعنا ..
و كيف حين نمشي على حافة الرصيف محاولين كطفل في الثالثة الحفاظ على توازننا ،
أو نتقافز كغزالة وكأننا نلعب الحجلة ، أو حين نرقص بين العامة على نغمات الكون ..
أو كيف لا أكف عن ازعاجك صباحاً ، و لا تكف بالكذب علي بأنك استيقظت .
أو حين تقوس حاجبك حين تصطنع الغضب ، و تدعي بأنك تناولت الكثير من السكر كلما أفرطت بالحركة ..
أو حين يكسوك قلب الطفل الذي تملكه فنرى العالم من على غيمة و كل ما يمكننا تخيله يصبح حقيقة بأعيننا ،
أو حين نستمع إلى صوت البرازيل من كوب قهوتك .. ونتقاسم حبة اللوز ، و قطعة الشوكولا ..
ونشترك بعلبة العصير و راس النارجيلة .. و نحترق بما نهوى ..
أو حين نكتفي بتأمل الناس و المارة بصمت .. أو نكسر الصمت ببعض الجنون و كأن الكون وحده لنا !
أو حين نبني بيتاً من رمل و فيه جسراً تمشي عليه نملة .. و بحيرة أيضاً .. !
أو حين أراك تكبر بداخلي كل يوم .. تكبر .. و تكبر .. بالحجم الذي ما عاد قلبي لي .. لا لم يعد لي ..!

لا ألومك على الذكرى ، على صدقي ، على شتات روحي بعدك ، بل ألومك لأن التي أقتات من قلبك قبلي هي ولست أنا ، و لا ذنب لي انا المتيمة في هواك سوى أني صدقت ما نسجته لي عيناك و أحببتك كما لم تحب امرأة قبلي .. و لن تفعل .

وحيدة أهذي بك ، فقد يحدث للحب أن يبقى طفلاً يتيماً يلوك فقده بيني و بيني .


لو كنت معي الليلة لـ بحت