حين ترتطم مشاعرُك الرقيقة بصخورِ الفراق العاتية ارتطاماً يهز كيانك ووجدانك ساعتَها لن تجدَ مأوى سوى الرجوع مرة أخرى بأشلاء صغيرة تحوى ما بقى من أحاسيس متفتتة أمام تلك الصخور الصلدة والإبحار ضد التيار خوفاً على حبك من أن يضيع ثانية على شاطئ ...
الرحيل , الإياب ليس سهلاً كما تظنه ونسيان ذلك الإنسان الذي وهبته حُبك وحنانك وكل ما ملكت مِن مشاعرَ جميلة شئ عسير سيتهلك منك طاقة كثيرة أشبه بمحاولةِ وصولك إلى الجانب الآخر من البحر , أن تخشى على مشاعرك من الارتطام فهذا حق مشروع لكن أن تظل معلقاً في وسط الطريق تخشى على قلبك من الولوج في عوالم العشق فذاك أمر مستحيل مهما كانت قوتك ومهما ظننت نفسك معصوماً فحتماً سيرق قلبك إلى الحبيب المنتظر ويعلن سلطان الحب آنذاك مرسوماً حربيا باحتلال قلبك وفرض سيطرته عليه ونشر جنوده المسالمة في كل أرجاء روحك .. في بدنك وبين أضلعك ..في جسدك وبداخل شرايينك .. في كلماتك وحتى في صمتك .. في ليلك ونهارك وضُحاك وعصرك , مهما حاوت نصب الجدران والمتاريس أمام تلك الجنود فلن تستطيع إيقافها فهي جنود خفية أشبه بالملائكة ستعبر إليك دون سابق تهديد أو وعيد وتتسلل بداخلك وتظل روحك أسيرة لسلطان العشق يتحكم بك ويحرك مشاعرك , ليس أمامك الآن سوى الاستسلام ورفع الراية البيضاء بأعلى نقطة بقلبك مُعلناً سقوط مملكتك الصغيرة أمام الحب ومحاولة التأقلم مع أجمل حرب ستراها في حياتك " الحرب بين قلبك والحب " , تلك الحرب ليس بها قتلى ولا جرحى طالما أحسن قائد الجيوش – الحب – اختيار المملكة التى ستسقط تحت حكمه وهي قلبك , إنها فلسفة حربية معقدة لا تحاول تفسيرها بأي شكل فحتماً سيأتي اليوم وتقع فريسة وحينها لن تستطيع الخلاص .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق