الاثنين، 30 أبريل 2012

قصة واقعية

هي : غداً زفافك إلى أخرى . .
فلماذا أصررت على رؤيتي اليوم ؟

هو : كي أودعك قبل الرحيل .

...
.........هي : ما أرحم الرحيل بلا وداع .

هو : أردت أن أراك للمرة الأخيرة قبل أن . .

هي : قبل أن تعقد قرانك على امرأة اخترتها
بعقلك ..

هو : أنتي تعلمين أني لم اخترها بإرادتي ..

هي : حديث عقيم اعتاد العشاق على ترديده عند
المحطة الأخيرة من الحكاية . .
فترفع عنه حفاظا على صورة جميلة لك في
قلبي . .

هو : تصرين على ذبحي بسخريتك .

هي : ذبحك ؟ ومَن أنا كي أذبحك يا سيدي؟ أنا مجرد بطلة . .
أدت دورها في حكايتك بكل صدق وغباء ..

هو : أنتي كل شي ..

هي : أنا بقايا حكاية فاشلة . .
ختمتها بقانون العقل . . ثم جئت الآن كي
تتلاعب بالبقايا ..

هو : أتلاعب ؟ تدركين جيدا أن إحساسي نحوك كان صادقا ..

هي : كان صادقا . . وكذب !

هو : افهميني أرجوك . .
يمر الإنسان بظروف تجبره على التخلي عن أشياء يؤلمه التنازل عنها . .

هي : لم يُبق لي الحزن مساحة لفهم أشياء لم تعد تجدي ..

هو : أنا أحببتك جداً . . كنت عمري كله..

هي : لم أكن عمرك كله . . كنت مرحلة من
عمرك وانتهت ..

هو : كنت أجمل مراحل العمر . .
إنك تلك المرحلة من العمر التي لا تطفئ
السنوات أنوارها أبدا . . و لا تغلق الأيام أبوابها .

هي : . . . . .

هو : لماذا أنتِ صامته ؟ نظراتك الدامعة تكاد تقضي على آخر خيوط المقاومة داخلي.

هي : غدا زفافك . . فماذا يجب أن أقول ؟
هل أتظاهر بالفرح ؟ هل أغني لك أغنيه الزفاف
التي يصرخ بها قلبي الآن ؟

هو : أعلم أن لحظات الفراق مؤلمة ..

هي : ليس دائما سيدي . . فأحيانا لا تكون مؤلمة . .
أحيانا تكون قاتله . . كالجلطة الدماغية . . تدمر
كل خلايانا ولا يتبقى الا الصمت . .

هو : يؤلمك فراقي ؟

هي : فراقك يقتلني . . يرفعني من فوق هذه
الارض . .
يأخذني الى اعلى ارتفاع فوق الكره الارضيه .
. ويلقي بي بلا انتهاء.

هو : ماذا تتمنين الآن ؟

هي : أتمنى أن أفقد ذاكرتي ..

هو : كي تمسحي تفاصيلي معك و منك ؟

هي : كي أنسى موعد إعدامي غدا . .
كي لا تلمحك عيناي وأنت تتقدم في اتجاه أخرى . .
حاملا بيديك عمري كله كي تنثره تحت قدميها ..

هو : لا تُحملي قلبي فوق طاقته . . فبي الحزن الكثير ..

هي : بل أنا يا سيدي من يتحمل الآن فوق طاقته . .
فلا أحد يعلم مرارة إحساس إمراة عاشقه ليله

زفاف فارسها إلى أخرى .

هو : لكن قلبي سيبقى معك ..

هي : وما ينفعني قلب رجل مضى كي يمنح

جسده وحياته وعمره سواي . .

تاركا خلفه هذا الكم المخيف من الحزن و

الذكرى والعذاب والحنين . .

وبقايا امرأة ؟

ترى. . هل ستمنحها أطفالي ؟

هل تذكر أطفال أحلامنا ؟ أطلقنا عليهم أسماء

ذات مساء دافئ بالحب ..

هو : بكائك يمزقني .

هي : لا يجب أن تتمزق أو تحزن . .

يجب أن تكون في قمة فرحك وقمة أناقتك وقمة

قسوتك . . فغدا ليلة عمرك ..

هو : ليالي عمري أنتي . . وأعلم اني ضيعتها ..
هي : وليالي عذابي أنت . . وأعلم أنها
ستضيعني ..

هو : لا أستحق منك كل هذا الحزن ..
هي : وأنا لا أستحق منك كل هذا الخذلان ..

هو : خذلتني الظروف فخذلتك . .
سامحيني . .
اغفري لقلبي الذي أحبك . . اغفري لظروفي
التي خذلتك . .

هي : قد أغفر يوما . . لكن هل سأنساك ؟

هو : قد يأتي النسيان يوما . . فيسقطني من أجندة ذاكرتك .

هي : أخشى أن يأتي بعد أن أفقد القدرة على البدء من جديد ..

هو : سأرحل الآن . . شكرا على أجمل عمر و
أغلى إحساس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق