الثلاثاء، 10 أبريل 2012

الرعب

كمراهقة في سنتها الخامسة عشر / أُحكم اغلاق باب غرفتي كي أخط لك في السر مكاتيبي ..

• نعم أنا أنثى تفتحت أوراق مراهقتي على قصائد نزار !
ونمت رومانسيتي على خصوبة خياله ... وأحببته كثيرا !
لكني لم أؤمن يوما ان القبلة في علاقات الحب حلال
ولا آم...
نت يوما ان الخلوة بين العشاق بـ إسم الحب حلال
ولا عناق الشوق ولا ملامسة الكفوف بـ إسم الشوق حلال


• لكن ايماني بالحب ذاته كان عظيما
لهذا آمنت كثيرا بنبض الحب في القلوب والدعاء بالأمنيات تحت المطر
و طلبتك من الله تحت المطر بإلحاح ...وتركتك كالحاجة أمام باب الله!
وتمتمت بإسمك في دعاء عاجل أمام البحر في ليلة شتائية شديدة الريح و المطر
وأرسلت الدعوة الى رب الريح والبحر والمطر!

وحين فشلنا كنت على يقين بأن الخير الذي اختارته لي رحمة الله في الفشل معك !
أعظم كثيرا من الخير الذي كنت سأتقاسمه معك في حال النجاح !


• آتعلم لماذا فشلنا !؟
لأنك كنت تبحث بي عن زوجة قبل الحبيبة
وكنت أبحث بك عن حبيب قبل الزوج !
كان (الزواج) قضيتك الأولي في علاقتنا/
وكان (الحب ) قضيتي الأهم في العلاقة!
كنتُ أبحث عن الحبيب الذي سأتمناه زوج وكنت تبحث عن الزوجة التي تحولها الي حبيبة!

ربما كانت نظريتك هي الأشد احتراما في عين الواقع والعرف
وفئة عظيمة من البشر !
لكنك وضعتني تحت المجهر بقسوة ومارست علي اختبارات شرقية
في الوقت الذي وضعتك به أنا تحت العين ومارست عليك عاطفة خرافية!
لهذا كانت استفساراتك عني واقعية واستفساراتي عنك عاطفية
فكنت تستفسر عن افكاري /عن مبادئي / عن علاقاتي / عن اخلاقي/ عن سلوكي / عن صداقاتي!
وكنت استفسر عن لونك المفضل وعطرك المفضل و اغنيتك المفضلة واكلتك المفضلة!


• مجهرك ياسيدي حولني الى كائن تجارب لايشبهني
فحرصي على الاحتفاظ بك والنجاح في تجاربك ابعدني عن حقيقتي كثيرا
فلم اكن معك على طبيعتي ولا على فطرتي!
فأنت علمتني لعبة الأوراق في الحب وتعلمت منك أن لا أكشف في الحب كل أوراقي
لهذا كنت طيلة الوقت أقف معك على أرض الإستعداد والإستفزاز والتأهب
لصد أي ركلة جزائية منك قد تؤدي الى إسقاطي وخسرانك
لهذا لم أكن معك على تلقائيتي .,
ووجدتني بلا شعور امسك بيدي ريموتاً كنترولياً لضبط درجات إنفعالاتي
والتحكم بدرجة عاطفتي ودرجة تهوري ودرجة إندفاعي نحوك !


• فكنت أخشئ ان أحبك أكثر من اللازم فتسيئ فهمي
وكنت أخاف ان اهتم بك أكثر من اللازم فتسيىء فهمي
وكنت أخاف ان اهتم بك أكثر من اللازم. فتسىء فهمي
وكنت أخاف ان اقترب منك أكثر من اللازم فتسيىء فهمي
وكنت أخجل ان أحدثك عن رغبتي بتحقيق حلمي القديم بدهن قدميك بماء الورد ... فأصغر في عينيك كثيرا!
وكنت أخجل ان أحدثك عن أمنيتي في كي ملابسك ..وتقليم أظفارك وتمشيط شعرك ....فأصغر في عينيك كثيرا !
وكنت أخشى ان أهمس في أذنيك بقصيدة حب ممنوعة .. فأصغر في عينيك كثيرا !
وكنت أخشى ان أبوح لك برغبتي بحلاقة ذقنك وقص شعرك .. فأصغر في عينيك كثيرا !

كنت أخجل ان أسألك عن مقاساتك / أحذيتك / ملابسك/ ساعاتك / فأصغر في عينيك كثيرا !
كنت أخشى ان أتحدث عن أناملك عن عينيك عن أنفك عن عنقك عن شفتيك عن أطراف يديك فأصغر في عينيك كثيرا !


• كان يرعبني ان اناقشك في طقوس الحب وحقوق الحب وواجبات الحب فأصغر في عينيك كثيرا !

كان يرعبني ان اقترح عليك الجري معك فوق رمال البحر حافية القدمين فأصغر في عينيك كثيرا

كان يرعبني ان أستطرد بالحديث معك عن هواية الرقص واقتناء أثواب الرقص وأدوات الرقص / فأصغر في عينيك كثيرا !

كان يرعبني ان أصارحك بحجم افتقادي لك حين تغيب وجنون البحث عنك في الطرقات حين أفتقدك ....فأصغر في عينيك كثيرا!

كان يرعبني ان أبوح لك بعشق شؤونك الصغيرة / عطورك / أقلامك أوراقك /مركبتك / حلوياتك فأصغر في عينيك كثيرا!

كان يرعبني ان اعترف لك بجنون افتقادك عند مشاهدة فيلما رومانسيا
وتحسسي للمقعد الآخر بجانبي بحثا عنك .. فأصغر في عينيك كثيرا !

كان يرعبني ان أسرد عليك حكاية رعبي من إتساع الفراغ حولي /
وسكب عطرك المفضل على وسادتي الأخرى كي اغفو على وهم وجودك في عالمي .. فأصغر في عينيك كثيرا!

كان يرعبني ان أصف لك توتري وارتباكي الصباحي/ كي أحافظ على توحيد التوقيت كل صباح معك .. فأصغر في عينيك كثيرا !

كان يرعبني ان أكشف لك طرقي في التحايل على رفاقي ورفاقك كي أتقصى أخبارك وأماكن وجودك .. فأصغر في عينيك كثيرا !

كان يرعيني ان أحلم أمامك بصوت مرتفع وان أتمنى أمنياتي الممنوعة عرفا بصوت مرتفع .. فأصغر في عينيك كثيرا.. كثيرا ... كثيرا !

• فكل المسافات المخيفة التي أبقيتها بيني وبينك / أبقيتها كي لاأصغر في عينيك كثيرا !
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق